[center]{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }
قوله عز وجل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ...}.
سألوا النبى صلى الله عليه وسلم: ما ربك؟ أيأكل أم يشرب؟ أم من ذهَب أم من فضة؟ فأنزل الله جل وعز: {قُلْ هُوَ اللَّهُ}. ثم قالو: فما هو؟ فقال: {أَحَدٌ}. وهذا من صفاته: أنه واحد، وأحد وإن كان نكرة. قال أبو عبدالله: يعنى فى اللفظ، فإنه مرفوع بالإستئناف كقوله: {هَذَا بَعْلِى شَيْخٌ}. وقد قال الكسائى قولا لا أراه شيئا. قال: هو عماد. مثل قوله: {إِنَّهُ أَنَا اللهُ}. فجعل "أحد" مرفوعا بالله، وجعل هو بمنزلة الهاء فى (أنه)، ولا يكون العمادُ مستأنفا به حتى يكون قبله إن أو بعض أخواتها، أو كان أو الظن.
{ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ }
قوله عز وجل: {كُفُواً أَحَدٌ...}.
يثقل ويخفف، وإذا كان فعل النكرة بعدها أتبعها فى كان وأخواتها فتقول: لم يكن لعبدالله أحد نظير، فإذا قدمت النظير نصبوه، ولم يختلفوا فيه، فقالوا: لم يكن لعبدالله نظير أحد. وذلك أنه إذا كان بعدها فقد أتبع الاسم فى رفعه، فإذا تقدم فلم يكن قبله شىء يتبعه رجع إلى فعل كان فنصب. والذى قرأ "أحدُ اللهُ الصمدُ" بحذف النون من (أحد) يقول: النون نون الإعراب إذا استقبلتها الألف واللام حذفت. وكذلك إذا استقبلها ساكن، فربما حذفت وليس بالوجه قد قرأَتِ القراء: {وقالت اليهود عُزَيْرُ ابنُ اللهِ}، و "عزيرٌ ابن الله".
والتنوين أجود، وأنشدنى بعضهم:
لَتَجِدَنِّى بالأميرِ بَرّا * وبالقناةِ مِدْعَسًا مِكَرَّا
* إذا غُطَيْفُ السُّلَمِىُّ فَرَّا *
وأنشدنى آخر:
كيْفَ نَومى على الفراشِ ولمّا * تَشْملِ الشَّامَ غارةٌ شعواءُ
تُذْهِلُ الشَّيخَ عن بَنيهِ وتُبدى * عن خِدامِ العقيلةُ العذراءُ
أراد عن خدامٍ العقيلةُ العذراء، وليس قولهم عن خدامٍ [عقيلة] عذراء بشىء. [/center]