(الرسالة الرابعة)
ما لى لا أرى فى الحياة
إبتهاجا ولا بسماتِ؟
والجروح تعصف بورود حديقاتى
أبحث فى كل الدنيا عنكى لأسترد ذاتى
لأستعيد نبض قلبى ولأكمل عمرى وحياتى
حين قررتى الرحيل بدأ نزيف جراحاتى
اليوم عيد ميلاد الرحيل ومولدُ الآلام
سأنير الشموع فى ليالى الظلام
وأحتفل بهِ مع الدمع والأحلام
أتحتفلين أنت أيضاً بعيد الرحيل
أم أنار الضياء عندكى سماء الليل
فأنساكى ضياء نورهِ ذكرى الرحيل
ما لى بعدكى لا حبيبٌ ولا خليل
تماديتى فى البعاد فحطمتى فؤادى
وأوقدتى نيران قلبى فأصبح كالرمادِ
فصِرتُ رحالاً بلا زادٍ وزوادِ
أبحث عنكى فأنت حدودى وبلادى
أستغيثُ بكل ذكريات عشقنا الضائعُ
بحكايات الهوى لعلها تشفعُ
إرجعى لعل فؤادكِ لى يسمع
هذا ليس صوتى بل صوت أنينى
وهبتك ِ الحياه فمن الآن يحيينى
أَثرتكِ على نفسى فغدوتى تقتلينى
وزرعتى بقلبى الحزن من القدمِ إلى الجبين ِ
دولتى انهارت فى أحضان الحزن اليائسُ
دمرتى ما فيها من أخضر ويابسُ
رَحلتى وتركتى الظلام الدامس
يُغيم على نور مدائِن أحلامى
قتلتينى بسيف مشاعرى وأوهامى
أعجبكى ان ترى ِدموعى وألآمى
هاهى تمطر كالسماء وتُغرق أيامى
أوتار عليها أعزفُ اعذب الألحان ِ
أستمعى لها فسيعجبكى مرار أحزانى
وتغنى بها لأسمع صوتكِ
حتى ولو فى دائرة حرمانى
كلماتٌ لم تسمعى قط مثلها
ولن تقرأى أبداً حزنها
فإنى بقلم الحزن كتبتها
وحبرهُ دمعى يجرى بها
حملتها على قلبى وأهديتها
لكى فهل تقبلينها؟
إنخرط كيانى فأصبح الحزن مجراهُ
وضاع زمانى فأمسيت لا أراهُ
وفارق الفرحُ عُمرى وأخذ ضياهُ
عذاب ُ الرحيل يكوى جسدى بالنيران
وقلبى ينفطر للوعةٍ وحرمان
وروحى ذهبت لتبحث عنكى خارج الأوطان
فأنا الآن بلا روح ٍ ولا قلبٍ ولا أمان
لو كان الفراق لكى فيهِ سعادة ً
فمن يأتيني بالسعادة أنا؟
تركتى لى عذابا ودموعا وضنا
وحزنا يكَفينى ألف سنة
ألا تُفكرين فى قلبى وعذابه
وأنكى كنتى أغلى أحبابه
وتركتيهِ يُعانى من أوهامهِ وسرابه